Loading...

في جميع أنظمة العالم هناك تدرّج هرمي وتنوّع وظيفي، فعلى سبيل المثال، يحتوي النظام الاقتصادي على أوجه كثيرة تشمل رجال الأعمال وروّاد الأعمال والتجّار وغيرهم، فيا عزيزي القارئ إذا كنت ترغب في أن تكون جزءًا من هذا النظام الاقتصادي، وتنوي البدء في مشروع تجاري أو ترغب في تطوير عمل قائم، عليك فهم أنواع ريادة الأعمال لتبدأ رحلتك على طريق النجاح.

لكن ريادة الأعمال ليست "مسحة رسول" فلن تتحول إلى شخص ثري في ليلةِ وضحاها. المشوار طويل يحتاج إلى دراسة وتخطيط وإدارة لتتمكّن من مواجهة المخاطر والتحدّيات التي ستواجهك، فكيف تصبح رائد أعمال متميّز؟ تابع معنا القراءة لنتعمّق أكثر في مجال الريادة.

 

محتويات الشرح

  1. ما هي ريادة الأعمال؟
  2. ما هي أنواع ريادة الأعمال؟
  3. ما هي خصائص رائد الأعمال الناجح؟

 

نرشح لك كورس مبادئ ريادة الاعمال مجانا اونلاين

1- ما هي ريادة الأعمال؟

ريادة الأعمال هي عملية تهدف إلى إنشاء مشروع أو شركة جديدة من قِبل رائد الأعمال المسؤول عن جميع حيثيات المشروع بدءًا بالمخاطر وانتهاءً بالربح والمكافآت، فهو مصدر الأفكار المُبتكرة والمبدعة، والمسؤول الأول عن الخدمات والسلع والإجراءات المتعلقة بتأمينها وطرق إنتاجها.

يعتبر رواد الأعمال من القواعد المهمة التي يقوم عليها اقتصاد البلدان، وذلك من خلال مبادراتهم الخلّاقة ومهاراتهم المختلفة التي تهدف إلى توقّع احتياجات المستهلكين والاعتماد عليها لتقديم أفكار جديدة إلى السوق، فريادة الأعمال التي تمتلك خطّة ناجحة لتحمّل المخاطر وإدارتها سترتقي بشركتها الناشئة إلى النمو المستمر والشهرة الواسعة والأرباح المستقرّة. والخطأ خطير في مجال ريادة الأعمال ففشلها سيكبِّد المسؤول خسائر كبيرة، مما يؤدّي إلى إبعاد الشركة عن السوق وتقليص انتشارها بالنسبة للمشاركين.

 

2- ما هي أنواع ريادة الأعمال؟

إن ريادة الأعمال عالم واسع يحتوي على مجالات متنوعة كالتجارة والاقتصاد والتسويق وإدارة الأعمال وغيرها، أما عن الأنواع الرئيسية التي يخوض فيها رواد الأعمال تجاربهم فهي أربعة:

  • ريادة الأعمال الصغيرة

    ريادة الأعمال الصغيرة هي أفكار تتمثّل بفتح مشاريع تجارية محدودة دون تحويلها إلى سلسلة أو كتل كبيرة، مثل مطعم واحد في مكان واحد، أو بقالية صغيرة أو متجر لبيع السلع بالتجزئة وغيرها من الأمثلة، ولا تتمتّع الأموال الناتجة عن نوع ريادة الأعمال هذا بالضخامة، وغالبًا ما يجني أصحابها مالًا يساعدهم على العيش المُريح فقط من دون عناء القروض الكبيرة أو شراكة المستثمرين الخارجيين.

  • ريادة الأعمال الكبيرة

    تتطلب ريادة الأعمال الكبيرة فريقًا متخصصًّا للدراسة والتنفيذ من أجل تأمين متطلبات المستهلكين، وهو نوع جديد تم إنشاؤه في الشركات القائمة القادرة على فتح فروع أخرى في أماكن جديدة، ويهدف الرؤساء التنفيذيون في هذه الشركات إما لتوسيع سوق الشركة أو لتوليد أفكار جديدة يتم تقديمها للإدارة العليا من أجل التطوير، وتجدر الإشارة إلى إمكانية تحويل المشاريع الصغيرة إلى شركة كبيرة إذا استمرّت في التوسّع أو يمكن شراؤها للاستثمار والاستحواذ من قبل شركات أخرى.

    يمكن اعتبار جوجل وديزني ومايكروسوفت وتويوتا أمثلة على الشركات الكبيرة التي تميزت بالتواصل المبتكر مع المستهلكين من خلال تقديم منتجات متنوعة وجديدة.
  • ريادة الأعمال القابلة للتطوير

    يتميز هذا النوع من ريادة الأعمال بالتميّز والأفكار الفريدة التي تهدف إلى إجراء تحليلات ودراسات على احتياجات السوق لتأمينها بأفضل طريقة، وأصحاب هذه المشاريع يظنون أنهم سيحكمون العالم من خلال شركاتهم الكبيرة التي تحتوي على موظّفين متخصّصين بالتطوير المستمر والتوسّع مع مرور الوقت، وبالتالي فإن هذه الشركات تحتاج لرأس مال كبير وممولين قادرين على دفع المبالغ الكبيرة لتغطية السوق وتحقيق الهدف. تعدّ جوجل وأمازون وآبل أبرز الأمثلة على ريادة الأعمال القابلة للتطوير.

  • المشاريع الاجتماعية

    غالبًا ما يكون هذا النوع من المشاريع إنساني وغير ربحي، هدفه تقديم خدمات ومنتجات تفيد المستهلكين لجعل حياتهم أفضل، وفيها يقوم رائد الأعمال بابتكار أفكار لمشاريع تخدم البشرية وتحافظ على بيئة المستهلك من دون ربح كبير أو ثروات ضخمة.

    على سبيل المثال أحذية "تومس" الرائدة في الأعمال الاجتماعية والتي قامت بإعطاء زوج من الأحذية لكل طفل محتاج مقابل كل زوج يتم بيعه، إذًا ما يميّز ريادة الأعمال الاجتماعية عن غيرها من الأنواع هو معيار النجاح، فالهدف هو التأثير الاجتماعي وليس فقط المكسب المالي.

 

3- ما هي خصائص رائد الأعمال الناجح؟

هل تساءلت عن السبب الكامن وراء بروز أسماء كبيرة مثل مارك زوكربيرج، ستيف جوبز، بيل جيتس وغيرهم من الرموز التي لمعت في عالم ريادة الأعمال؟ تُرى ما العامل المشترك الذي قاد نجاح هذه الأسماء؟، بالتأكيد إنه الشغف، لذا إليك بعض الخصائص التي ترسم شغفك لتبرزه بالصورة الأفضل في ريادة الأعمال:

  • التنوّع في طرق التواصل

    في البداية إليك النصيحة التالية يا عزيزي: تعامل بشكل شخصي مع العملاء قدر الإمكان، فالاتصال المباشر مع العميل هو الطريقة الأفضل التي ستوصِل لك احتياجات السوق المستهدف بشكل حيّ من أجل توفيرها بطرُق مبتكرة، وإذا لم يكن بإمكانك التواصل الشخصي الدائم، درّب موظّفيك لاستقبال تعليقات العملاء وأخذها بعين الاعتبار، فذلك سيمنحك السمعة الحسنة وبالتالي الشهرة الأوسع.

    لكن على الرغم من أهمية التواصل المباشر، يجب على رائد الأعمال الاهتمام بالجوانب التقنية ومنح التكنولوجيا دورها الفعّال حتى لو لم يكن مجاله تقني، فوجود موقع ويب لشركتك أمر مهم للغاية وخطوة أساسية لبداية الانتشار والوصول إلى الشريحة المستهدفة.

  • التجدد والتغيير

    إن القليل من روّاد الأعمال الناجحين وجدوا الصيغ المثالية لمشاريعهم بشكل مباشر ومن المرّة الأولى. الأفكار يجب أن تتغير بمرور الوقت، سواء كان تعديل على تصميم منتج أو تغيير مكونات الطعام في قوائم الطعام، فالعثور على الوضع المثالي يتطلب التجربة والخطأ، وإليك المثال الحيّ:

    اعتقد المدير التنفيذي والرئيس السابق لشركة ستاربكس "هوارد شولتز" في البداية أن تشغيل موسيقى الأوبرا الإيطالية على مكبرات الصوت في متجره الشهير سيُبرِز تجربة المقاهي الإيطالية التي كان يحاول تقليدها، لكن العملاء رأوا الحالة بشكل مختلف ولم يُظهِروا إعجاب بالمناخ الذي حاول نشره، لذا غيّر شولتز توجّهه وركّز على توفير جو مريح من خلال تغيير تصميم الكراسي والطاولات وطريقة تقديم القهوة.

  • المال والإدراك

    إن جوهر نجاح المشاريع والأعمال التجارية الناشئة هي التدفق النقدي الثابت، فهو العامل الأساسي لشراء المخزون ودفع إيجارات المعدّات وصيانتها بالإضافة إلى مستلزمات التسويق والترويج للمنتجات، فمعظم الشركات الناشئة لا تحقق الأرباح المرجوّة في السنة الأولى، لذا يجب على رائد الأعمال أن يكون على دراية بالحالات الطارئة من خلال تخصيص مبلغ معيّن لتفادي المخاطر المالية في العام الأول.

    من الضروري الفصل بين التكاليف الشخصية والتكاليف التجارية وعدم التصرّف بأموال الشركة لتغطية تكاليف المعيشة اليومية، بالطبع مهم أن يكون لك مدخول جيد يسمح لك بتغطية الأساسيات، لكن ليس أكثر من ذلك بكثير، لذا فإن الخوض في مجال ريادة الأعمال يتطلب الدراسة الأولية المبكّرة لتفادي الضغوط الهدّامة على المستوى الشخصي والمهني.

  • المرونة والتركيز

    إن البدء من الصفر لإدارة عملك الخاص هو تحدّي يحتاج إلى الوقت والتضحية والفشل، نعم الفشل، فريادة الأعمال تحتاج إلى المرونة في مواجهة المصاعب والمعوّقات التي تعترض طريقك، والرفض ليس نهاية الطريق لذا امضِ واستمرّ، فالبداية هي عملية تعليمية قد تكون مُحبِطة لأن مالَك على المحكّ، لكن الاستسلام في الأوقات الصعبة ليس من شيم الناجحين.

    إن رائد الأعمال الناجح يجب أن يتذكر دائمًا الأسباب التي دفعته إلى بدء العمل وأن يضبط توجّهه ومساره، ولتحقيق ذلك عليه التركيز على الهدف الرئيسي وإزالة الضوضاء والشكوك التي تؤثّر سلبًا على إنتاجيته وإيمانه بأفكاره.

  • التوجّه الذكي

    إن الفهم الوافي للبيانات المالية والمعرفة الكافية بطرق إدارة الأعمال والأموال هو أمرٌ مهم جدًّا بالنسبة لأي شخص يقوم بإدارة أعماله الخاصة، فمن الضروري أن يكون رائد الأعمال على دراية كاملة بإيراداته وتفاصيلها بالإضافة إلى التكاليف وكيفية زيادتها أو إنقاصها، فالحفاظ على الأموال سيتيح تطوير عملك وإبقائه على قيد الحياة.

    كما أن تخطيط استراتيجية عمل سليمة ومعرفة المنافسين في السوق المستهدف، بالإضافة إلى معرفة نقاط الضعف والقوة الخاصة بك سيحدد لك قائمة كاملة متكاملة من الأهداف والمخاطر وطرق الإنتاج المُثمر.